دور أكبر للمجتمع المدني لمواجهة مخاطر شبكة المعلومات
في إطار حرصها علي أهمية دور المجتمع المدني في حماية كافة فئات المجتمع من مخاطر التكنولوجيا الحديثة وخاصة شبكة الإنترنت عقدت كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة بالتعاون مع الجمعية الفرنسية لمكافحة الجريمة الالكترونية المؤتمر العلمي الثاني لحماية الأطفال من مخاطر شبكة الإنترنت وبمشاركة خبراء ومتخصصين في مجالات القانون والإعلام والاتصال وعلوم الحاسب.
أكدت د. ريم بهجت عميدة الكلية ان انعقاد هذا المؤتمر جاء من إيماننا بأهمية الدور الذي يمكن ان يضطلع به المجتمع المدني في حماية النشء وتوعية الآباء والأمهات من المخاطر التي يتعرض لها الأطفال المتعاملين مع شبكة الإنترنت التي لها أضرارها مثلما لها أيضا فوائدها. ومن هنا تأتي أهمية تعريف مجتمعنا بجرائم ومخاطر الإنترنت للأطفال كالاستغلال الجنسي لهم وفتح أبواب وقنوات انحرافهم ومن ثم تدميرهم. وبذلك نحن ندق ناقوس الخطر وننبه حتي لا يقع أطفالنا في المحظور ويدفع الآباء والأمهات والمجتمع كله الثمن في النهاية.
وأشار اللواء محمود الرشيدي مساعد وزير الداخلية للمعلومات والتوثيق إلي أن جرائم ومخاطر الشبكة العنكبوتية وخاصة تلك التي يتعرض لها أطفالنا تمثل تحديا كبيرا علينا جميعا مواجهته والتصدي لكل من تسول له نفسه استغلال الإنترنت في تقديم المواد الإباحية ونصب الفخاخ لأطفالنا ليكونوا أسري هؤلاء المرضي من أصحاب المواقع الإباحية.
أكد الرشيدي ان وزارة الداخلية حينما استشعرت هذا الخطر علي الأطفال وغيرهم حملت علي عاتقها مسئولية حمايتهم من خلال التوعية ومن خلال التعاون مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات ووزارة الاتصالات لرصد تلك الأماكن والمواقع التي تعرض المواد الإباحية. مشيرا إلي أن من يستخدم الإنترنت مراقب عندما يدخل في نطاق عدم المشروعية بعرض هذه المواد الإباحية أو اللا أخلاقية التي تتنافي مع الدين والتقاليد والأعراف.
وتحدث د. محمد شوقي رئيس الجمعية الفرنسية لمكافحة الجريمة الالكترونية عن صور الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال علي شبكة الإنترنت. فهناك جرائم دعارة الأطفال علي الشبكة وهي متنوعة. فهناك تصوير الأطفال عراة في مواضع مختلفة. واستخدام العنف ضد الطفل لاشباع الرغبات من جانب بعض الأشخاص غير الأسوياء. وكل هذه الأمور تشكل جريمة في معظم دول العالم. فأركان الجريمة هناك مكتملة: الضحية "طفل حدث". والجاني. إلا أن دول الاتحاد الأوروبي تعتبر ما يتعرض له الطفل في هذا الصدد جريمة إذا كان دون 18 سنة أما ما كان أكثر من 18 سنة فإن ما يتعرض له في هذه الحال ليس مجرما وهذا مخالف لديننا وعاداتنا وتقاليدنا تماما.
أشار د. شوقي إلي أن الصناعة الجنسية هي أربح صناعة في العالم علي شبكة الإنترنت فقد بلغت أرباحها في الولايات المتحدة وحدها في عام 2008 12 مليون دولار. وان 8% من الرسائل الالكترونية تحتوي علي موضوعات لا أخلاقية وجنسية وان 4 ملايين موقع تعرض ويحتوي علي صور جنسية خليعة. وطالب د. شوقي بضرورة التصدي لهذه المخاطر وتفعيل القوانين الخاصة بحماية الطفل في مصر ونحن في مصر معنيون بقانون الطفل في هذا المجال وهو القانون 12 لسنة 96. وفي عام 2008 تعديل تعريف التجريم. حيث نصت المادة 89 علي أن يحظر كل ما من شأنه تحريك غرائز الطفل والتغرير به ومساعدته علي الانحراف كما ان المادة 96 فقرة 3 تحرم تعرض الطفل للانحراف.
وتحدث د. شريف اللبان استاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال بكلية الاعلام بجامعة القاهرة عن الاطفال والإنترنت. الفرص والمخاطر والتحديات. مشيرا إلي ان فرص شبكة الإنترنت عظيمة كاستخدامها كأداة تعليمية وليس للدردشة فحسب ومن هنا ينبغي ان نستثمر الإنترنت في التعليم. وكذلك في محو الأمية الهجائية والتكنولوجية. أما المخاطر فهي المواد الإباحية عن طريق المواقع الإباحية التي تبدأ بالتحرش وتدني النظرة وتنتهي بالاغتصاب.
أكد د. اللبان ان الأطفال يقلدون ما يشاهدونه علي الشبكة محذرا من إدمان مواقع الدردشة والشات من جانب الاطفال حتي لا يؤثر ذلك علي مستقبلهم الدراسي وطالب المجتمع المدني بدور مهم في نشر ثقافة الإنترنت لدي أولياء الأمور .