تعتبر المناظير من أهم الاكتشافات في عالم الطب لما لها
من أهمية في مجال التشخيص والعلاج.
والمنظار عبارة عن انبوب طويل رفيع ومرن مزود في طرفه بكاميرا فيديو صغيرة ومصدر إضاءة ويمكن التحكم في توجيه المنظار في أي اتجاه بدقة بواسطة مفاتيح تحكم موجودة على الجهاز ومن ثم تظهر الصورة على شاشة التلفزيون بصورة دقيقة وواضحة.
وهناك عدة أنواع للمناظير منها منظار المعدة والقولون على سبيل المثال. وبواسطة منظار المعدة يمكن رؤية الجزء العلوي من الجهاز الهضمي ابتداء من المرئ ثم المعدة والاثنى عشر. أما منظار القولون فيمكن بواسطته رؤية الامعاء الغليظة وجزء من الامعاء الدقيقة والمستقيم.
تاريخ المنظار:
يرجع تاريخ المنظار إلى سنة 1806م عندما بدأ الطبيب سفيليب بوزينيس بوضع انبوب عن طريق الفم للوصول إلى رؤية أقرب جزء داخل جسم الإنسان كمحاولة أولى لفحص الجسم البشري من الداخل. وبعد ذلك تم اختراع المناظير الصلبة التي لا تنحني وهي عبارة عن أنابيب معدنية صلبة وغير مرنة مزودة بإضاءة. استمرت عدة محاولات من أجل إضافة تحسينات على الأنبوب لكي يكون أكثر مرونة وأقل خطورة في الفحص إلى أن تم اختراع المناظير المرنة.
وواصل العلماء في جهودهم من أجل إضافة تحسينات كبيرة خصوصا من قبل العلماء اليابانيين باختراع الألياف الضوئية التي تسمح للضوء بالمرور عبر ثناياها والوصول من إحدى أطرافها إلى الطرف الآخر، وفي عام 1950م حيث قاموا بأخذ أول صورة عن طريق المنظار وهي صورة للمعدة من الداخل.
وفي بداية الثمانينات، بدأت المناظير تأخذ صورا عن طريق الفيديو وكذلك محاولات أخذ العينات لفحصها بالمختبرات النسيجية.
فوائد المنظار:
يستخدم المنظار للتشخيص ولمعالجة أمراض ومشكلات الجهاز الهضمي:
1- آلام المعدة والبطن.
2- القيء المستمر.
3- صعوبة البلع.
4- القيء الدموي.
5- علاج دوالي المريء والمعدة.
6- علاج القرح النازفة.
7- توسيع التضيقات في المريء، الاثنى عشر والقولون.
8- استخراج الأجسام الغريبة من المريء أو المعدة.
9- حالات الإسهال المزمن.
كيفية التحضير للفحص:
يقوم الطبيب اولا بأخذ تاريخ المرض ومعرفة السبب الذى استدعى عمل المنظار بالإضافة الى معرفة المشاكل الصحية الأخرى والأدوية التى يستخدمها المريض وعادة تكون الإجراءات كالتالي:
1- الامتناع عن الأطعمة والسوائل لمدة 8ساعات بالنسبة لمنظار المعدة.
2- للتحضير لمنظار القولون: ينصح المريض بشرب سوائل صافية فقط لليوم السابق
لإجراء الفحص مع شرب سائل خاص يساعد على تفريغ الامعاء ظهيرة ومساء اليوم السابق للفحص.
3- عدم تناول الأسبرين لمدة 7أيام من الفحص للتقليل من الإصابة بالنزيف أثناء أخذ العينة.
4- اذا كان المريض يستخدم الانسولين أو الكومادين فانه يتوجب عليه مناقشة ذلك مع الطبيب المعالج قبل الشروع في الفحص.
5- قبل الشروع في الفحص تقوم الممرضة بالتأكد من معلومات المريض ومن ثم وضع ابره مغذية في الوريد لأعطاء الأدوية المهدئة ثم يطلب من المريض غرغرة مادة مخدرة للحلق او استخدام بخاخ في الفم لتخدير البلعوم مما يجعل المريض لايشعر بدخول المنظار الى المرىء.
أثناء المنظار:
يقوم الفريق الطبي ببذل كل ما في وسعة لسلامة وراحة المريض ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
1- مراقبة ضغط الدم والنبض والتنفس ومستوى الأكسجين بصورة مستمرة.
2- لكي يكون المريض في حالة استرخاء ونعاس، يعطى أدوية مهدئة بالوريد ولكن يبقى المريض يقظا وقادرا على الاستجابة والتعاون مع الفريق الطبي.
3- يسترخي المريض على الجنب الأيسر مع ثني الورك والركبة.
ما بعد المنظار:
1- يعطى المريض تعليمات تتعلق بتوقيت وأنواع الأطعمة الممكن تناولها.
2- قد يشعر المريض ببعض الأعراض كالشعور بمرارة في الفم والانتفاخ وهي عادة تزول خلال اقل من 24ساعة.
3- ينصح المريض بالاستراحة وعدم الإجهاد أو قيادة السيارة لبقية اليوم إذا أعطي أدوية مهدئة.
4- يعطى المريض موعدا للمراجعة مع الطبيب لمناقشه نتائج المنظار والعينات.
المضاعفات:
يعتبر المنظار فحصاً آمناً نسبياً وحدوث المضاعفات قليلة جدا تصل إلى أقل من 1%. المضاعفات التي هي في واقع الأمر نادرة الحدوث تنحصر على:
1- ثقب في جدار المرىء، المعدة، الاثنى عشرأو القولون مما قد يتطلب التدخل جراحي.
2- نزيف شديد يستدعي نقلا للدم او التدخل الجراحي.
هناك مضاعفات أخرى نادرة الحدوث ايضا يمكن تداركها ومعالجتها كالحساسية الناتجة من الأدوية المهدئة وهبوط في ضغط الدم والتنفس مما قد يتطلب الغاء الفحص والتأكد من سلامة المريض. واغلب هذه المعلومات تعطى للمريض قبل عمل المنظار لكي يتسنى للمريض قراءتها ومناقشة الطبيب في حالة وجود اي استفسارات.