التثقيف اللازمة للاسرية - اقتباس :
- أرجومنكم كل إحترامي وتقدير ....قراءة الرسالة كلها وشكرااااااااا
من الأفكار القديمة التي لا تجدي نفعا للإنسان في هذا الباب مسألة عدم جواز طرح الأمور التي تتعلق بالزواج أمام الفتى أو الفتاة ، لأن ذلك حسب زعمهم سوف يقود إلى وعي الفتى أو الفتاة لأمور ما كان يجب عليه أن يعيها بدافع الحياة والمحافظة على التقاليد,أن هذا التقليد قاد في واقعة إلى مشاكل كثيرة منها وأهمها أن الفتى أو الفتاة يقدمان على مشروع عمرهما المصيري وهما مغمضا العين.
إن هذا الجهل يقود إلى مشاكل لا تحمد عقباها, فما هو حق طبيعي للزوج قد تعده الزوجة ـ بمقتضى جهلها ـ تجاوزاً وتعدياً عليها وعلى شخصيتها، وما يعد حقاً للزوجة قد يعده الزوج ـ بدفاع جهله كذلك ـ من الأمور التي تمس كرامته وتخدشها وتنشأ من هنا المشاكل التي قد تجر إلى تحطيم المشروع ـ مشروع الزواج ـ بكامله.
إن هذه السياسة التعتيمية إزاء كل ما يهم موضوع الزواج قادت إلى أن يتطرف البعض ويتمرد عليها بحيث فتح الباب أمام الثقافة العائلية بكافة جوانبها وبدون ضوابط.
مما ادخل الناس في مشكلة تجاوز الحدود الأدبية والدينية مما أداء إلى انتشار الفساد في المجتمعات , لقد أستغل موضوع التثقيف أستغلالاً معاكساً ، فتحت غطائه تم نشر الافلام الخلاعية بحجه تعليم كل من الفتى والفتاة ما يجب عليه فعله , وتحت غطاء وجوب تزيني المرأة لزوجها تم عرض الازياء شبه العارية المبتذلة ، وتحت غطاء وجوب الانفتاح والتعارف بين الجنسين جاءوا بفكرة الاختلاط ، ذلك الذي قاد إلى الفساد.
فيما كان هناك من يدعوا إلى التثقيف الذي لا يخرج عن إطار الأدب والأخلاق والدين .
فهل من الضروري لكي يتعلم الفتى والفتاة ما يجب أن تعرض أمامه الأفلام
أما أن من الضروري أن تزين المرأة في الشارع كي تكون مثقفة ؟
فإذا كانت مسألة التثقيف والتربية العائلية ضرورية فما هي الأمور الواجب على الآباء تعليمها للأبناء. وهل أوجب الإسلام ودعا إلى الثقافة العائلية ، وما هي حدود تلك الثقافة التي دعا أليها الإسلام؟
لقد أنقسم الكتاب المسلمون في هذه المسألة إلى قسمين: فالقسم الأول منهم يدعوا إلى التثقيف بكافة أنواعه حتى التثقيف الجنسي .
أما القسم الآخر فيقصر التثقيف على الأمور المنزلية وإدارتها ، من جهة المرأة وكذلك كيفية إدارة العائلة من قبل الرجل. الحق ان القسم الأول منهم هم الذي أدركوا الصواب ، وذلك إن منهجنا الذي تسير علية في أمورنا كلها هو القران والسنة. والسنة النبوية الشريفة غنية بما يثقف كل من الفتى والفتاة بكل الأمور حتى الأمور الجنسية بناء على ذلك ندرج ما يجب علينا تعليمه لكل من الرجل والمرأة على نحو الأجمال إذا أن تفصيل كل ذلك سيكون في الباب الثالث من أبواب هذا الكتاب أن وفقتا الله تعالى لا تمامه.
(1) الهدف من الزواج : وهذا الأمر مشترك بين البنت والولد فعلى كليهما يقع واجب تعلمه كما يجب علينا واجب تعليمه إياه. فالكثير من الفتيان يقدمون على الزواج وهم لا يعرفون الهدف منه إطلاقا هذا إن لم نقل بان هناك من يقدم على الزواج معتقداً بأن إشباع الغريزة الجنسية هو الدافع الذي يدفع إلى الزواج وهو الهدف المقصود في السعي لإقامة مثل هذا المشروع, فلو عرف كل من الولد والبنت هدفهما لتغيّرت كل تلك الحسابات التي بني عليها الإقدام على مثل هذا المشروع.
(2) الفوائد المترتبة على الزواج: فمعرفة الفوائد المترتبة على الزواج فيه حثّ ضمني على الإقدام نحوه والسعي إلى تكوين العائلة فيجب علينا إذن أن نعرف كلا من الولد والبنت بتلك الفوائد.
(3) تعليم الولد حقوق الزوجة: كي يتسنى له مراعاتها.
(4) تعليم البنت حقوق الزوج: لتعرف الواجبات الملقاة على عاتقها تجاه الزوج، فتقوم بتأديتها.
(5) تعليم كل من الولد والبنت حقوق الأولاد عليهما.
(6) تعليم كل منهما الصفات الحميدة الواجب توفرها في كل منهما لكي يكون مؤهلاً لاختياره شريكاً في مشروع العمر هذا.
عندما نريد أن نربي ونثقف كلا من الولد والبنت نربيها على أساس أن كلا من الرجل والمرأة يكمل أحدهما الآخر.
فنحن "عندما نريد أن نصوغ المرأة بدايتها الطفولية، ولغاية مراحل تدرجها في الحياة لابد لنا أن نعنى بإنسانيتها، بأن نجعلها تعيش عناصر إنسانيتها التي تجعل منها إنساناً مسؤولاً عن حركة الحياة من حولها لتكون الأمومة بعض مسؤولياتها لا كل مسؤولياتها"
فالبعض من الفتيات حالياً يتصورون بأن المرأة إنما تتخذ لأجل القيام بأعباء الأمومة وتربية الأطفال حسب ولا دور لها سوى ذلك, لذلك ترى تخوفاً عجيباً من جانب البعض إزاء مسألة الزواج.
فدورنا يمكن إذن في "أن لا نجعل المرأة تشعر بأن أنوثتها شيء معيب في حياتها أو نقطة ضعف، بل علينا أن نوحي إليها بأنها شيء طبيعي...
وفي هذا الجو لابد أن نربي المرأة الزوجة بحيث تدخل الحياة الزوجية وهي تختزن في داخلها شخصية الزوجة لتعي دور الزوجة في حياتها وفي حياة الإنسان الآخر...".
فعلينا أن نعطيها الفكرة التي تعتقد من خلالها بأن "الأمومة رسالة ليست مجرد عبء ثقيل عليها أن تتحرر منه لتأخذ حريتها المطلقة في العبث واللهو كما تفعل بعض النساء اللاتي يتعقدون من الأمومة فيقتصرن على ولد واحد بقطع النظر عن الجوانب الاقتصادية أو التربوية بل لحب الراحة والابتعاد عن المسؤولية.
أما الرجل فعلينا أن "ننمي فيه عناصر إنسانيته ليرتبط بالحياة لتكون أبوته جزءاً من مسؤوليته لا مسؤوليته كلها".
كما نسعى جاهدين نحو إشعاره بأن الأبوة أم غريزي طبيعي أيضاً بحيث نجعله يتقبل هذه المسؤولية برحابة صدر بل ويسعى نحو تحقيقها.
علينا أن نعلم كلا منهما الآتي:
"أن أنوثة المرأة إنما هي بعاطفتها، وحنانها، ورقتها.
كما أن رجولة الرجل إنما هي بإرادته، وصلابته، ومواجهته للأحداث.
فالرجل يعاني من نقص في العاطفة، والحنان، والرقة.
فالمرأة ـ التي تمتلك فائضاً من ذلك ـ هي التي تعطيه العاطفة، والحنان، والرقة. ولهذا كانت الزوجة سكناً (لتسكنوا إليها).
والمرأة تعاني من نقص في الإرادة، والحزم، والصلابة.
فالرجل ـ الذي يمتلك فائضاً من ذلك ـ هو الذي يمنحها الإرادة، والحزم، والصلابة، ولهذا كان الزوج قيماً على الزوجة كما يقول تعالى:
(الرجال قوّامون على النساء).
فالتربية تكون إذن على أساس أن المرأة والرجل يكمل أحدهما الآخر .
[