غالباً ما يمر الأطفال ما بين عمر 12 شهر و24 شهر بنوبات من الغضب، أو التصرف بشكل أناني، ونادراً ما يهتمون بالناس من حولهم. وغالباً ما يتطور هذا السلوك إلى شعور بالإحباط بسبب عدم قدرتهم على التواصل، أو إتقان المهارات، أو التصرف باستقلالية عن أهلهم. ويعتبر الشعور بالعدائية والتوتر نمطاً طبيعياً بالنسبة للأطفال في هذا السن.
ولأن الأطفال يثابرون على استكشاف العالم من حولهم، يصل الكثير منهم بسرعة إلى نقطة "الضغط الزائد". وعلى الأغلب يظهر هذا الضغط في أوقات غير مناسبة، مثلاً عندما تتوفر أمامهم كمية هائلة من المعلومات أو الاختيارات، مثلاً طلبت من الطفل أن يبقى هادئاً في السوبرماركت المليء بالألوان والحلويات والعلب المختلفة.
ويبدأ شعور حسي، فطري عند الطفل لاختبار حدوده وإمكانيته وحدودك أنت أيضاً في هذه السن. على سبيل المثال، يلعب الطفل بجهاز الكمبيوتر ثم يلتفت إليك ليرى رد فعلك، إذا لم يجد أي تجاوب، يقوم بتكرار المحاولة، فهو يريد أن يعرف ما هي حدوده. إن التماسك والحزم في رد الفعل يساعد الطفل على تحديد الحدود الثابتة لفهم السلوك الملائم. أحياناً يصاب الأطفال بالإحباط بسبب عدم قدرتهم على أداء عمل مستقل.
ويملك الطفل رغبتان متعارضتان، الرغبة في انجاز الأمور لوحده باستقلالية، والرغبة في أن تعتني به. وبما أن الطفل لا يملك المهارات اللغوية، والجسدية للاعتراض على الوضع يشعر بالإحباط ويبدأ في الصراخ.
ومع نهاية العام الثاني، تبدأ نوبات الغضب والإحباط في التراجع، حيث يتعلم الطفل كيفية السيطرة على نفسه، ويصبح أكثر راحة مع قدراته. وتقل نسبة شعورهم بالإحباط، ويتمالكون أنفسهم أكثر عندما تواجه أفعالهم بكلمة "لا". وهذا التطور في السلوك، يرتبط بنضج الدماغ، خصوصاً تماسك اللحاء الدماغي.
على أية حال جربي الاستراتيجيات التالية لمساعدتك على التحكم في تصرفات الطفل:
o قللي نقاط النزاع قدر الإمكان. على سبيل المثال، ضع الأشياء التي يجب أن لا يسمح للطفل باللعب بها بعيداً عن متناول يده.
o حددي النظام. ركزي على القواعد الأساسية منذ البداية، مثلاً غسل الوجه والأسنان، وضع حزام الأمان، والتقيد بمواعيد النوم، كلها يجب أن تكون ضمن نمط روتيني ثابت حتى يتقيد بها الطفل بسهولة.
o ضع حدود للتصرفات ولتكن توقعاتك معقولة. لا تتوقعي أن يتقبل الطفل الأمور الصوتية أو الجسدية منك بسهولة، لذلك يجب أن تضع حدود للتصرفات منذ البداية، إذا كنت تمنعين الطفل من القيام بتصرف ما، انزلي إلى مستوى الطفل بحيث يراكِ، ضعي يدك على كتفه، وقولي له "لا تلعب في الباب، ستؤذي يديك."، إذا لم يتجاوب قومي بأخذه بعيداً عن الباب أو مصدر الخطر، وقول له مرة أخرى، "لقد قلت لك بأن الباب سيؤذي يدك، الآن أذهب وأجلس بعيداً".
o ضعي خيارات محددة. على سبيل المثال، بدل من أن تسأليه ماذا تريد على الغداء؟ قول له، هل تريد ساندويتش أم حساء؟ هكذا سيعرف الطفل بأن خياراته محصورة وهكذا يختار الأقرب إلى ذوقه.
o إذا شعرت بنوبة غضب قادمة في الطريق، قومي بلفت انتباه الطفل لموضوع أخر، حتى لا يتصاعد الموقف.
o امدحي تصرفات الطفل الجيدة أمامه وأمام الآخرين، الشعور بأنك موافقة على تصرفه يجعله يقوم بهذا التصرف بشكل ذاتي.
o أمنحي الطفل الفرصة ليتفاعل مع الآخرين. عندما تكون هذه التفاعلات إيجابية يتعلم الأطفال منها، إما إذا شعرت بأنها سلبية. قومي بتعريف الطفل على مجموعة أخرى من الآخرين.
أما النصيحة الأخيرة فهي أن تكون قدوة جيدة للطفل، فالطفل يتعلم التصرف الجيد أو السيئ من المنزل أولاً، الأطفال يتعلمون مما يشاهدون وما يسمعون، فكونوا قدوة جيدة للطفل. وبالرغم من أنك غالباً ما تشعرين بالتوتر، تذكري بأن تؤكدي للطفل كم تحبينه، وكم سلوكه وتصرفاته جيدة. كافئ التصرف الجيد، بشراء هدية أو لعبة للطفل.