أكدت أسيرة فلسطينية محررة مبعدة إلى قطاع غزة، أن أوضاع الأسيرات تزداد صعوبة داخل السجون الإسرائيلية بفعل تصاعد الممارسات الإسرائيلية بحقهن وحرمانهن من أبسط حقوقهن.
وقالت شيرين الشيخ خليل إن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية عمدت مؤخراً بالتزامن مع الإخفاق في إنجاز صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي شاليط إلى منع زيارات أهل أسيرات الضفة الغربية أسوة بمنع زيارات أهل قطاع غزة الممنوعين من الزيارة منذ ما يقارب ثلاث سنوات.
وأضافت الشيخ خليل في لقاء مع الجزيرة نت أن سلطة السجون تهدد بين الفينة والأخرى بعزل الأسيرات تماماً عن العالم الخارجي، عبر منع زيارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وحجب وصول رسائل الأسيرات إلى ذويهن.
وعبرت الشيخ خليل عن قلقلها البالغ بشأن أوضاع رفيقاتها الأسيرات في السجون الإسرائيلية خصوصاً بعد سلسلة التهديدات الإسرائيلية بالتضييق على الأسرى عقب فشل صفقة شاليط. وأكدت أن الأسيرات يتخوفن من عودة سياسة التفتيش العاري وعزلهن في زنانين انفرادية.
وكانت الأسيرة المحررة قد أبعدت إلى قطاع غزة مؤخرا فور الإفراج عنها نهاية الأسبوع الماضي بعد أن أمضت ستة أعوام في السجون الإسرائيلية على خلفية اتهامها بالتخطيط لأسر جنود إسرائيليين.
وقالت الشيخ خليل إنها فرحة بحريتها، ولكنها تشعر بالضيق لأنها لم تر والدها وإخوانها القاطنين في مدينة رام الله بالضفة الغربية منذ تاريخ اعتقالها.
تجربة الاعتقال
وعن تجربة الاعتقال التي عاشتها شيرين في الأسر، أشارت إلى أنها اعتقلت من منزلها، ولم تكن تبلغ من العمر سوى ستة عشر عاماً، ولكن ذلك –حسب قولها- لم يخفف من عمليات التعذيب الشديد الذي تعرضت له إبان التحقيق معها في سجن المسكوبية القريب من مدينة القدس لمدة شهر متواصل.
وأضافت أن أكثر ما كان يؤلمها هو حرمانها من النوم لأربعة أو خمسة أيام متوالية، إلى جانب تعرضها للضرب وهي مقيدة اليدين والقدمين، مشيرةً إلى أن عمليات التعذيب والتحقيق العنيفة لم تتوقف داخل زنازين السجن إلى أن قُدمت لمحكمة عسكرية قضت بتحويلها إلى سجن الرملة الذي بقيت فيه لنصف عام، ثم ّنقلت إلى سجن "هشارون" و"هداريم" إلى أن استقر بها الحال في سجن الدامون الذي مكثت فيه العام الأخير من محكوميتها.
معاناة الأسيرات
وأشارت إلى أن قسم الأسيرات في سجن الدامون يضم أربع عشرة أسيرة فلسطينية، يعانين من قلة الطعام ورداءته، فضلاً عن إجبارهن على ارتداء ملابس الرجال برتقالية اللون، وتعرضهن لعمليات تفتيش وتقييد مفاجئة بين الفينة والأخرى.
وعن الأسباب التي دعت سلطات الاحتلال لإبعادها إلى غزة، ذكرت الأسيرة المحررة، أن سلطة مصلحة السجون أبلغتها قبل ثلاثة أشهر أن عملية الإفراج عنها ستكون في قطاع غزة، بعيداً عن عائلتها في مدينة رام الله كونها من مواليد غزة، مشيرةًً إلى أن سلطات الاحتلال تبحث دائماً عن الحجج والذرائع لتعذيب الأسرى بعد الإفراج عنهم للنيل من معنوياتهم وقتل الروح الوطنية لديهم.